باحث استرالي: هزيمة داعش في الموصل لن تؤثر على القدرات الدعائية للتنظيم

لم يعد الحديث عن هزيمة داعش في الموصل يركز على أن التنظيم أصبح محشوراً في زاوية ضيقة، وإنما صار السؤال عما إذا كان زواله صار وشيكاً بعد اقتلاعه من عاصمة خلافته المزعومة في الرقة السورية.
لكن هارورو إنغرام، باحث لدى جامعة أستراليا الوطنية، وعضو في المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، ويركز في أبحاثه على تحليل دور البروباغندا في رسم الاستراتيجيات السياسية للتنظيمات المتطرفة، يقول إننا شهدنا شيئاً من هذا القبيل قبل عشر سنوات. يومها هزمت قوات تحالف وجماعات الصحوة سلف داعش، القاعدة في العراق.
وكتب إنغرام في مجلة “ناشونال إنترست” أن داعش أضعف اليوم بكثير مما كان عليه في أوج سطوته في عامي 2014-15، ولكنه بالتأكيد أقوى مما كان عليه عند اندحاره في 2007- 2008.
ولكن، بحسب الباحث، “لا تعني هزيمة داعش الميدانية أنه لن يلجأ للإنترنت لمواصلة بث أفكاره المتطرفة والترويج لخططه الإرهابية، ولذا لا بد من ابتكار وسائل فعالة لمحاربة بروباغندا التنظيم”.
ويقول إنغرام إن مجموعة من متعددي الاختصاصات يساهمون في تقديم معلومات قيمة للمركز الدولي لمحاربة الإرهاب في لاهاي. ويسعى هؤلاء الباحثون “لتطوير أطر وأساليب لمحاربة بروباغندا الإرهابيين، ولطرح وسائل فعالة لوضع استراتيجيات جديدة”.
ويلفت الباحث إلى خمسة هيئات للأبحاث للتحليلات التاريخية، ولدراسات سلوكية واجتماعية ـ علمية، وخاصة في حقل السلوكيات الاقتصادية. ومن ثم هناك هيئة ثالثة تعمل على استخلاص أفكار من خلال لقاءات ميدانية مع عاملين من هيئات حكومية وغير رسمية.
وتركز هيئة أبحاث رابعة على “كيفية فك ارتباطات بمنظمات إرهابية، وتعطيل استراتيجيات فضلاً عن محاربة بروباغندا المتطرفين عبر النت”.
وتتولى هيئة خامسة التعمق في دراسة تحليلات بشأن دعاية الجماعات العنفية المتطرفة ورسائلها وعقائدها. وبرأي إنغرام، تكتسب الأبحاث التي تجريها الهيئة الخامسة أهميتها في شرح مسببات وجود إطار عمل استراتيجي يقوم على تقويض آثار دعاية متطرفين، واستغلال نقاط ضعفها. ولأنه، وقبل كل شيء، تعمل بروباغندا الجماعات العنفية المتطرفة على تشكيل تصورات جمهورها، واستقطاب دعمها. وقد عمل داعش على نشر أفكاره عبر تصوير عملياته وإرهابه بوصفها أدوات نافعة لتحقيق “أهداف سامية”.
وباعتقاد الباحث، يمثل سكان المناطق التي استولى عليها داعش عاملاً رئيسياً في تقويض جهود التنظيم لوضع أسس لعودة لاحقة. ومن شأن تمكين المجتمع المدني بواسطة استراتيجية تعليمية قادرة، أن يكون له أثره على محو الأفكار المتطرفة، عبر سبيل المعرفة العلمية الواعية. ومن هنا يحتاج أبناء مناطق تحررت من داعش إلى ادوات تمكنهم من التواصل مع مجتمعاتهم.
ويقول إنغرام إنه من المحتمل وقوع أخطاء، ولربما تفقد رسائل طريقها، ويحتمل أن تضيع فرص، ولكن كما يقول كونفوشيوس “ماسة شائبة أفضل من حصى نقية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *