المرصد العراقي لحقوق الانسان: الجوع والموت يحاصران سكان الحويجة والشرقاط

 

اكد المرصد العراقي لحقوق الانسان إن سكان قضاء الحويجة في محافظة كركوك والساحل الأيسر من قضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل إستمرار سيطرة تنظيم “داعش” على تلك المناطق.

 

وذكر المرصد في تقريرله ، أن “بقاء سكان قضاء الحويجة وجزء من قضاء الشرقاط تحت سيطرة تنظيم داعش حتى اللحظة، لا يُمكن تبريره، فالسكان هناك يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، ولا يقدرون على فعل أي شيء”.

 

ونقل المرصد عن مصادر محلية في الحويجة والساحل الأيسر من الشرقاط قولهم، “في شهر نيسان/أبريل الماضي أعدم تنظيم داعش 20 مدنياً على الأقل بتهمة التخابر مع الجيش العراقي، وفي ناحية العباسي بقضاء الحويجة أعدم التنظيم 4 أشخاص من أهالي القضاء، بعد أن حاولوا الهروب بإتجاه المناطق غير الخاضعة للتنظيم”.

 

وقال محمد (فضل ذكر إسمه الأول فقط خشية على حياة أقاربه المتبقين في الشرقاط) وهو نازح من الساحل الأيسر في الشرقاط “ما يزال الالاف من الأهالي يعيشون حالة من الرعب، حيث ان الإعدامات والإعتقالات تكاد تكون يومية لأسباب مختلفة”.

 

وأضاف، “كانت آخر عملية إعدام بداية الشهر الحالي، عندما حاول شاب من الساحل الأيسر للشرقاط الهرب من منطقة سيطرة التنظيم لجلب العلاج لوالده الذي يعاني من المرض. التنظيم يختطف الأهالي الذين يحاولون الهرب ومعاقبتهم بالضرب وكسر اقدامهم، وبعض الأحيان يعدمهم”.

 

وذكر المرصد أنه وثق الظروف المعيشية السيئة التي يعيشها سكان المناطق المحاصرة من قبل التنظيم، حيث يواجه الأهالي قلة توفر الغذاء وإرتفاع الأسعار وإنتشار الأمراض مع إنعدام توفر الدواء وإنقطاعٍ تام للكهرباء، بالإضافة إلى شحة توفر حليب الاطفال.

 

وقال أبو عماد الذي نزح من الحويجة قبل اقل من شهر ويتواجد الآن في كركوك “منذ اكثر من 10 أشهر واهالي الحويجة يعانون من قلة توفر الغذاء والدواء، حيث يعتمد الناس على عمليات تهريب المواد الغذائية من الساحل الأيمن المحرر إلى مناطقهم المحاصرة”.

 

وتابع بالقول، “قبل أكثر من شهر انقطع التهريب نهائيا بين الساحلين الأيمن والأيسر. القوات الأمنية تمنع دخول أي مواد إلى هذه المناطق، حتى العلاج للمرضى يمنع إدخاله، فمن لديه مريض مصيره الموت لعدم توفر العلاج”.

 

وأضاف، متحدثا عن ما يعانيه سكان الحويجة، “في الوقت الحالي يعتمد الأهالي على زراعة محصول الحنطة فقط إلا أنه غير كاف لإستمرارهم في العيش”.

 

ونقل المرصد عن مواطن لا يدال في الحويجة بمساعدة أحد أقاربه، قوله إن “أسعار المواد الغذائية في حال توفرها فهي مرتفعة جدا حيث يصل كيلو السكر إلى  58 ألف دينار عراقي (48 دولار أميركي)، وكيلو الدهن الى 50 الف والملح 20 الف اما الرز يصل الى 60 الف للكيلو الواحد وحليب الأطفال فهو غير متوفر أساساً”.

 

وأضاف، “نحن نعيش على هذه الحالة منذ شهر تموز 2016، وخلال الأشهر الثلاثة الاخير إزدادت المعاناة بعد منع عمليات تهريب المواد الغذائية. نريد من الحكومة العراقية إدخال المساعدات الى مناطقنا المحاصرة”.

 

وكرر المرصد تحذيره السابق من إنتهاكات عدة تعيشها العوائل في مناطق سيطرة داعش و مناطق نزوحهم، ومنع التنظيم خروج الأهالي من مناطق سيطرته حيث يقوم عناصره بمصادرة المنازل ونهبها في تلك المناطق، فضلا عن الاعدامات والاعتقالات اليومية التي تنفذ بحق المدنيين.

 

وطالب المرصد الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بضرورة إيجاد حل لما يحدث من كارثة إنسانية يعيشها سكان الحويجة والساحل الايسر من قضاء الشرقاط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *